الشعوب الفرنكوفونية بين الحال والمحال

محمد قُطرُب باري
كثير من أبناء ماما أفريكا السمراء لاموا وما زالوا يلومون الدول التي تحت احتلال فرنسا المسمى بالدول الفرنكوفونية بزعمهم أن المشاكل التي في تلكم البلدان “فرنسا هي أصلها وسببها” وهذا القول مما شاع وانتشر بينهم وإني ترعرعتُ في غوغاء هذا الإتهام الساذج.
بكل تأكيد…أقول أن هذا الفكر المعوج هو بنفسه يسبب ضُعف الدول الفرنكوفونية ، ما دام شعوبها يكررون هذا القول المعتاد سنة تلو أخرى وأزمة بعد أزمة ، دون اتخاذ قرار منشود لتغيير الوضع إلى الأحسن.
المشكلة لا تكمن في فرنسا كما نعتقد وإنما شعوب ورؤساء دول الفرنكوفونية هم أساس كل ما يحدث في بلدانهم ، ما داموا اتخذوا فرنسا كآلهتهم ، وإلا لا ولن تتجرأ فرنسا بالتدخّل في شؤون بكل الأزمات التي تحيط بلادنا كم نحن أولى وأجدى بحلول ما نعاني بها من البطالة والتدهور ….
– ليبيريا : ليست من دول فرنكوفونية ولكنها شَهِدَتْ الحروب طيلة أعوام عديدة متتالية ، وما زال شعب الليبري يعانون بالأزمات باختلاف حجمها والمظاهرات تترى في قعر دارهم.
– غامبيا أيضا : تحت احتلال بريطانيا فلا شكّ أن كثير من الدول الفرنكوفونية أحسن من هذه الدُّوَلة في مجال حقوق الإنسان كحرية التعبير ، وما بحال آدم بارو وشعبه عنا بمكتوم حالاً ، وما بزمن يحي انجامي عنا ببعيد.
– الدولة الشقيقة لبلدي أعني -غينيا بيساو تحديدا -هذه الدولة تحت احتلال برتغال …لا يخفي وضع هذه الدولة لكل من ألقى السمع في تاريخها وشهد بما جرى على أرضها خلال عقد بعيد ، ولا مقارنة بين غينيا بيساو ودولة باوباب رغم أن دولة التيرانغا استعمرتها فرنسا .
هنا ينجلي لكل ذي لبّ لبيب أن فرنسا ليست هي المشكلة الأساسية وإن كانت تحاول أحيانا استخدام الغزو الفكري مع قائدي دول الفرنكوفونية ولكن الأصل الأصيل لمشاكلنا يرجع إلينا نحن أعني بالشعوب الفرنكوفونية إن أصلحنا فيما بيننا حتما سيتمّ التغيير بين عشية وضحاها ” إن الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم” هذا قول ربّنا وهو أعلم منّا بما يفيدنا في العاجل والآجل .